أصيلة مدينة ذات كذبة ” ثقافية ” تعيش على وقع ” الفساد “

في مدينة أصيلة على المحيط الأطلسي شمال المغرب، يُنظم مهرجان سنوي من طرف عمدة المدينة وهو نفسه يرأس المؤسسة المنظمة للمهرجان، إلا أن هناك المئات من الفاعلين و النشطاء و المواطنين في أصيلة، يحتجون ضد عمدة المدينة، المعروف بالبطش و الفساد العقاري.

انطلق مهرجان منتدى أصيلة الجمعة 08 غشت/اغسطس، وخرج المئات من المواطنين للاحتجاج عن البؤس الذي تتخبط فيه المدينة وغياب المرافق الاجتماعية مصالح التطبيب و المدارس التعليمية، وهي أساسيات عيش الإنسان، لكن هذه الاحتجاجات لم ترق للسلطات المحلية فأعتقلت العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين اثناء  مشاركتهم في وقفة احتجاجية نظمها بعض الساكنة، ضد عمدة المدينة لما يسمى “بالمهرجان الثقافي”.

وقال مستشار جماعي في المجلس البلدي في مدينة أصيلة إن عمدة المدينة جيش “العديد من البلطجية” حسب تعبير نفس المصدر، مشيرا إلى أن  “بنعيسى” عمدة المدينة، أمر المعنيين، بالتدخل ضد المحتجين ضد مهرجانه إذا لم تتدخل السلطات ضدهم.

” ممـلكة بنعيسى ” هو أكثر وصفاً يُطلق على هذه المدينة الصغيرة، التي تضم ثلاثة أحياء صفيح وتُغيب عنها المرافق الإجتماعية، فالإسم يعود نسبة لرئيس المجلس البلدي، و هو رئيس للمجلس عما يناهز الثلاثين سنة، عمل سابقا وزيراً للخارجية المغربية و زيرا للثقافة، وتقلد مناصب دبلوماسية.

يعتقد سكان مدينة أصيلة أن تاريخه الديبلوماسي و السياسي خوله قيمة كبيرة داخل ” دار الـمخزن ” أي القصر الملكي، سكان مدينة أصيلة يشمئزون كثيراً من رئيس المجلس البلدي و الذي يترأس في الآن ذاته مؤسسة بإسم ” منتدى أصيلة ” و هي التي تُنظم مهرجاناً سنوياً في المدينة، و يُقدر سياسيون في المدينة رأس مالها بالمليارات، و بحسب وثائق موثوقة حصل عليها ” بديل ” تؤكد على امتلاك هذه المؤسسة للعشرات من العقارات الضخمة و التي تعمل في المصلحة الخاصة.

ويرى الكثير من سكان المدينة كما النشطاء و الحقوقيون، أن مؤسسة ” منتدى أصيلة ” إستولت على كل كبيرة و صغيرة، وهي مؤسسة مُعترف بها ذات منفعة عامة، تورطت في خروقات كبيرة، و لها مقرات خاصة تشتغل فيها مصالح إدارية حكومية.

 بروباغندا ” بنعيسى ”

ذهبت إلى أصيلة في مهمة عمل، أكتشفت عديد من الفضائح العقارية و الاجتماعية و السياسية، و سببها بنعيسى، و مؤسسته ” منتدى أصيلة ” فكرت، أن واحدة منها على الأقل، تكون قد تطرقت لها الصحافة المغربية، و بالبحث عن المواد الصحفية تجاه هذه المدينة،فلا أجد غير مدينة أصيلة الثقافية و الجميلة..

قلت وأنا شارداً، غريب أمر هذه المدينة، ثلاث احياء صفيح مع الفقر المدقع سكان دون مآوى إنساني لا ماء و لا كهرباء.. لا مستشفى لا مدارس تعليمية، هل حقاً أنا في أصيلة، التي كُتبت عنها منابر إعلامية المكتوبة و المصورة.. وصورتها مدينة جنة في شمال المغرب.

أخيراً، أكتشفت أن منتدى أصيلة بتنظيمه لمهرجانه يحضره مئات من الصحافيين، حتى قناة العربية السعودية هنا، حاضرة بمعية عدد من الأمراء الخلجيين، وماهو إلا اسبوع حتى بثث القناة و في عز المظاهرات الاحتجاجية في المدينة، برنامج تحكي فيه عن اصيلة الهادئة و الجميلة، وتستضيف فيه بنعيسى يتفجج بانجازاته.

لا جريدة مغربية قادرة على الحديث عن مدينة أصيلة، بنعيسى الأقوى، بنعيسى الإله، بنعيسى الملك، بنعيسى الامبراطور، كلها كلمات تخرج من أفواه النشطاء السياسيين و الحقوقيين في أصيلة.

بفضل مهرجان أصيلة السنوي، بنعيسى احتوى الجميع و الكل و قام بشراء المغرب بـ” مخزنه ” حتى بدا الجميع يظن هل بنعيسى لغز في المغرب المعاصر ؟  .

أصيلة مدينة بدون ” مؤسسات تعليمية ” و خمسون تليمذ في القسم !

توجهنا للحوار مع عدد من الهيئات التربوية في المدينة، الذين بدورهم عبروا عن إستيائهم من إنعدام المؤسسات التعليمية و الهذر المدرسي و الإكتضاض الذي تشمله الثانويات و الإعداديات، حيث يصل عدد تلاميذ القسم إلى خمسين تلميذا في القسم الواحد، و أن مجموع المدارس في مدينة أصيلة هو سبعة مدارس منهم ثانوية واحدة و  خمسة مدارس إبتدائية و إعداديتين فقط، فمنذ قدوم رئيس المجلس البلدي وافداً جديداً على المدينة لم تُضاف أي مؤسسة تعليمية جديدة،غير العقارات الخاصة لفائدة رئيس المجلس البلدي.

” إلا كانت غير مرة حاملة كنديوها تال طنجة ” هكذا يحكي أحد المواطنين الذي التقته ” الجزيزة توك ” و هو يشكوا من معاناة هذا المستشفى الوحيد في المدينة، و الذي لا يتوفر على غرفة عمليات ويقتصرعلى طبيب واحد فقط، فيما يضطر المواطنون الراغبون في العلاج إلى التوجه إلى مدينة طنجة.

أصيلة بُعد ثقافي عريق.. إنتهى بسرعة

لا يختلف اثنان على أن مدينة آصيلة، ذات تاريخ العريق ترك بصمته، المدينة التي سكنها الأمازيغ قبل  الفنيقيون والقرطاجنيون، إلى أن تحولت إلى قلعة رومانية محتلة تحمل اسم ” زيليس ”  قدم إليها النورمانديون من صقلية واستقروا بها، واحتلها البرتغاليون سنة 1471 م ليشرفوا من خلالها على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي. وبعد معركة الملوك الثلاثة التي وقعت سنة 1578 م والتي سقط فيها ملك البرتغال سان سيباستيان صريعا في معركة وادي المخازن، استطاعت المدينة أن تتخلص من الاحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي سنة 1589 م، لكنها سرعان ما سقطت في يد الإسبانيين الذين استمر احتلالهم لها إلى غاية سنة 1691، وهي السنة التي أعادها السلطان مولاي إسماعيل إلى نفوذ الدولة العلوية.

على مدى هذا التاريخ، رأى سكان المدينة أن الثلاثين سنة الماضية، احُتلت المدينة من جديد و استولت عليها  ” قيادات مخزنية ” و حولة أصيلة من مدينة إلى غنيمة، تنعم بها ايادي البطش و الفساد، وتستغل ثروتها الطبيعية وتُنكل بحياة سكانها.

المدينة العتيقة تُعتبر المدينة العتيقة لمدينة أصيلة فضاءً ساحرا بدروبها الضيقة وأزقتها الأنيقة وبمنازلها المتشحة بالبياض في تراص ّ جميل، وأبوابها ونوافذها المتلفعّة بزرقة مُشعة واخضرار براق، وبجدارياتها المُزينة برسوم فنانين تشكيليين من مختلف المدارس والأجيال، وبالأسوار المحيطة بها التي يعود تاريخها إلى عهد البرتغاليين. ويمكن الدخول إلى أحياء المدينة العتيقة عبر ثلاثة أبواب هي باب القصبة، وباب البحر، وباب الحومر، وتوجد بداخلها قيسارية لمنتجات الصناعة التقليدية، وساحة ” القمرة “، كل هذه الأماكن أصبحت اليوم قلعة حصينة لمن يُلقبونه هُنا بـ” الإمبراطور بنعيسى ” الذي يُسيطر على هذه الأماكن و مراكزها و يقيم بخضه في ساحاتها، و يُهمش جوانبها و سكانها، حتى بدى ترحيل السكان الأصليون من تلك المناطق العريقة هدف أسمى لبنعيسى لكي ينعم براحة باله.

فالسكان يقولون أنه و بسبب بنعيسى تم ترحيل مئات الاسر الذين يقيمون بجوار منزله و تُركت تلك المنازل للأجانب، كما لاحظتُ

هكذا تبدو انتهت مدينة أصيلة خاوية على عرشها، دون تنمية و لا أفق و لا ازدهاراً و لا هويةَ، مدينة عدت مشردة تائهة في مصيرها المجهول تبحث عن ملجئ لها، بعدما اكتوت بنار الفساد و الفقر و الدقع و النهب و الاختلاسات. يتساءل سكان المدينة عن غياب أليات المراقبة من طرف أجهزة الدولة و كأن بنعيسى وحش قهر الجميع، و أو حطم صورة الدولة بشكل عام، أو أن هناك من المسؤولين الساميين من يُباركون جشع بنعيسى. كلها احتمالات تخطر ببال السياسيين و الحقوقيين في أصيلة، لذلك قررو الانتفاضة عن قرارات السلطة و مطالبة ملك البلاد بإيقالة رئيس المجلس البلدي، بكونه أعلى سلطة في المملكة يمكنها أن تنقد المدينة.

إعداد : صلاح الدين عابر – من مدينة أصيلة

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

تعليق واحد على

  1. محمد بنعيسى كرس ثقافة التسول في مدينة أصيلة وعزلها عم قطار التنمية الذي ينادي به صتحب الجلالة ملك المغرب نصره الله مستفيدا من علاقاته المتشعبة بين جميع الأطياف والأجناس وإستطاع أن يخلق دولة داخل دولة عبر إاغائه لمشروع ملكي بالمدينة كان سيعطيها صيتا سياحيا لا مثيل له الكل في أصيلة يتسائل من القوي وكيف يسمح له بفعل هذه الأمور البعض يرد ويقول بأن علاقته بأمريكا و إسرائيل تمنحه هذه القوة الخارقة تجلت في تحكمه في القضاء ليجز بالمعارض الوحيد الذي إستطاع أ، يعري فساد بنعيسى المالي والإداري لكن الإدارة المغربية صماء لم تعد تسمع صراخ سكان أصيلة الذين يتمنون ولو زيارة ملكية واحدة لمدينتهم المغتصبة والمستعمرة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *