في مغرب اليوم لا قيمة للإنسان

بعيدا  عن الحشو المفاهيمي السوسيولوجي، وزحمة الاحداث  وكل هذا التيه الذي يعيشه الوطن و الجلي في  سياسات عمومية ، متخبطة ومحتشمة .

nous

كان لزاما استحضار قيمة الانسان ،  ومدى محوريته داخل هذا  المناخ السياسي  المربك، ولنسقط سهوا الحشو الايديلوجي ، كماثلة  المستجد الدستوري المصحوب بذاكرة السمك ، لدى  بعض الابواق والتي تضحكنا بعبارات ،كوميدية اصبحت “كالتنزيل’ “مسألة تفعيل فصول الدستور رهينة بإرادة قوية”  الامر  يجعلنا نتمحص كل هذه القرارت الحكومية ، اين هي القرارات و اين تبخرت الراهنية ، ام ان المدافع الحكومية لا تهتم إلا بالأسوار القصيرة ، في تجاهل تام للمروث الشعبي ‘العود لي تحكرو يعميك .

لا ننسى ايضا الوجوه الجميلة لسياسيينا وإرادتهم الشجاعة، الموسيقى ااه نسيت  كل هذه الاغاني التي تتحدث عن الوطن والحب ، تجعلني شخص بلا ملامح  كل هذه الضحكات المصطنعة في الاعلام. تخبرني ان قيمة الانسان  ليس لها مكان على هذا الوطن .

دعونا من الموضة السياسية الرائجة حول الثروة  ، كل يحاول تبرير اللصوصية الجميع يعلم مكان الاموال فلا داعي من الركاكة و”التبعكيك” فاي مبرر فلا يعدو الا التفاف يائس حول الوضع الحقيقي،  المغرب ، مغربنا ونحن ابناءه  فلا داعي لاستقدام مرشد سياحي ، لكن حبذ ان يكون ارشاده نحو  السجون نحو المخافر ونحو دور الثقافة والعلم  لكن للاسف بعض مؤسساتنا الدستورية اصيبت بالصمم وتحولت لاطلال كلما كان في الامر انتهاك هنا او هناك تقرير مؤشر عليه هنا او هناك.

تعمدت أن لا اذكر الأسماء مادام الأمر ليس مهم للقارئ البسيط ولا يعدو  قصاصة في صفحة الحوادث على جريدة لا يطلع عليها سوى هيئة التحرير وعمال المطبعة والعجوز حارس البناية.

ظلت الحداثة المغربية أسير فُتات المفهوم الغربي للحداثة و الجانب الديني الاقرب الى الاتوقراطية ، في محاولة التوفيق احيانا مما اسقطنا ذلك في انصام مزدوج بين الذات والواقع، وبين الذات والسلطة، ولاسيما أن الميكانزم السياسي المتحكم  يأبى الاستجابة للمتغيرات والانصياع وراء الحداثة وحقوق الإنسان.

الامر سبب  شرخا وهوة فاصلة بين النخبة في مابينها وبين محيطها  وسلطة سياسية مشتت الذهن والارادة  تعيش في واد آخر، ولايهم كل فريق سوى المحافظة على وجوده وامتيازاته المادية والرمزية عبر صياغة شعارات ومبادرات  تأخد من قيمة الانسان فقط الشعار لا غير   ففي مغرب الحداثة لا قيمة للانسان.

بات المشهد السياسي في المغرب، سيريالياً إلى أقصى أحدّ، يُذكرنا بواحدة من لواحات الرسام الإسباني “سلفدور دالي” في لوحات الرسام الغرائبي سلفادور دالي… الأنف قرب الرِّجل، والأصبع إلى جوار الحنجرة، والظفر فوق اللسان، والرأس تحت القدم، والعين فوق الحاجب.

هذه السيريالية، تحولت إلى المشهد السياسي المغربي، وبات السياسيين المغاربة كالمهرجون يلعبون على خشبة المسرح، و يؤدون قصة رُكب سناريوها داخل ” دار المخزن “.

في المقابل، ارتفعت وثيرة ” السعرة الصبيانية ” التي تقودها ألة ألا دولة، بعدما اعتقد تنظيم ” الإخوان ” المتمثل في العدالة و التنمية و العدل و الاحسان و باقي الكتائب، أنهم ” قطعوا واد و نشفو رجليهم ” وعاشوا حلم لم يسبق ان عاشه التنظيم، حتى اصبح الرميد وزير العدل، الذي كان يُطالب بالملكية البرلمانية و الديمقراطية، يغلق الهاتف في وجه الصحافيين، الذين يؤدون واجبهم.

وأصبح بنكيران، يُخاطب الصحافيين بنبرة التهكم و الاستهزاء، ” انت غير مُجرد صحفي ” فنقول نحن وانت ” غير مجرد إخواني ” كرستم وصمة عار على جبينكم بشهوتكم للسلطة و احتقرتم شعب مريض لايزال يُصارع الجوع و العدالة الاجتماعية، و لا يستطيع حتى الحديث عنهما طيلة مدة عيشه.

خذلتم شباب مُتحمسون للديمقراطية يسعون  للقطع مع ” حماق المخزن ” وشاركتم و طواطئتم في ابادة الحياة السياسية بالمغرب، و حولتمها من صارع ضد ” وحش المخزن ” إلى ساحة تبادل المصطلحات الغباوية، وتاه المغاربة من جديد، و ضيعتم 5 سنوات من عمر شعب في المغرب، بل في المنطقة، او أكثر منهم سنين أخرى، و عسى أن تتشافى المنطقة من وباء الإخوان، هكذا احتار المغاربة من يُواجهون تنظيم خرافي أم وحش استبدادي ؟.

وبالعودة إلى الاستبداد، زاد البُطش وتعالى، و الدولة بكل صراحة هوت و في طريقها إلى النهاية، وقتلت نفسها و شعبها و الوطن.. و ما أدراك ما الوطن، و ما أصعب الأمر، حينما تُدمر الدولة الوطن، و تغتصب الشعب، لأجل ماذا يا تُرى ؟..

هُنا اعتقل من جديد معاد الحاقد و حُكمت وفاء شرف.. حُكم الشرف، وهناك ظهر عيب الدولة ” البرهوشة ” هنا تكميم الأفواه و اخراس ” المهداوي ”  وهناك اشتهرت الدولة بالبطش و الاستبداد، ثم الخاتمة، اخفاق تنموي و ثقل الديون تراجع في الأرقام، من يتحمل مسؤولية المشهد السيريالي ، أين الثروة ؟ من يجيب عن الاسئلة، الملك يسئل، فمن المسؤول ؟ أين الدولة ؟ أين المؤسسة الملكية أين المؤسسات الدستورية .. أين الدستور .. أين المغرب ؟ أين الوطن .. أين الشعب.. و من الشعب يا شعب هكذا قال الشاعر.

–       كتب : أسامة طايع و صلاح الدين عابر

هذه، أول تجربة بيني و بين زميلي أسامة الطالب و الباحث بشعبة القانون العام تخصص علوم سياسية-علاقات دولية، في مقال مشترك يُناقش الوضع السياسي في المغرب، تجربة تبدو  فريدة من نوعها، حيث تلتقي الأفكار لتُناقش القضية.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

تعليق واحد على

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *