“صافي ماركات ” عندما تتقمص التجارة رداء “الفايسبوك”

أشرف، شاب  18 سنة، يبحث عن هاتف ذكي، و بثمن جيد. فتح حاسوبه ودخل على موقع الفايسبوك، ثم إلى مجموعة تحمل إسم “صافي ماركات” تضم حوالي 30 ألف عضو، أشرف يتفحص المجموعة هبوطاً و صعوداً عبر تحريك فأرة الحاسوب. أثار إعجابه أحد الهواتف، فربط الاتصال بصاحبه عبر خاصية الرسائل في “الفايسبوك” وحدد معه مكاناً للالتقاء. وبعد 30 دقيقة، جاء صاحب الهاتف، اتفق الاثنان على الثمن وعملية البيع. وبهذه الطريقة، يكون أشرف قد إشترى هاتفاً ذكياً، بدون تكبد عناء البحث وفي أقل من 40 دقيقة فقط.

في نفس المجموعة، هناك المئات من إعلانات البيع اليومية، بين اثات المنازل، والسيارات والهواتف المختلفة، والحواسيب والملابس، كل شي قابل للبيع، والتفاوض على الثمن يتم عبر التعليقات، بنقرات صغيرة يمكنك شراء ماتريد من “صافي ماركات”، هذا ليس إعلاناً تجارياً، ولا مشروع ربحي، فإنشاء مجموعة على الفايسبوك، لا يعود على صاحبها بأيّ دخل مادي.

لكن “صافي ماركت”، كفكرة، خلقت قفزة نوعية داخل مدينة مغربية صغيرة كآسفي، أصبحت مجرد مجموعة على الفايسبوك، تضم تجمعا كبيراً من ناس، تبيع و تشتري بطرق حديثة وسريعة.

في السابق، كان الناس يواجهون صعوبة في عرض شيء مستعمل للبيع، لكن مع مواقع التواصل الاجتماعية، لم يعد الأمر كذلك، هناك إقبال فريد على بيع التكنولوجياالحديثة من حواسيب و هواتف وأجهزة الألعاب. اليوم، أصبح الطلب أكثر من العرض، فهل الناس هجرت المحال التجارية ؟ وما السبب وراء ذلك؟ هل الفايسبوك فعلها ؟ !.

من أسس ” صافي ماركات ” ولماذا ؟

يُدير المجموعة 5 أعضاء ناشطين، يعملون باستمرار على تنقيح المجموعة من التعليقات المزعجة، تأسست مجموعة صافي ماركات في سنة 2011، من طرف الشاب، ” ياسر لفلاحن ” ياسر يعمل تقني متخصص في مركز التجاري في مدينة المحمدية، وهو ابن مدينة آسفي، يقول ياسر في حديثه لموقع ” مدونات فرنس24 ” إن الهدف من تأسيس المجموعة، هو مساعدة الناس على شراء و بيع كل ما يحتجون بطريقة بسيطة، جراء في وقت سابق كان الناس يعانون من إنعدام أيّ وسيلة لتحقيق ذلك، ” لذلك أسست المجموعة، وقمت بدعوة العشرات من اصدقائي على الفيسبوك للانضمام إليها، وهم بدورهم قاموا بنفس الطريقة، أيّ دعوة اصدقائهم، حيث توسعت المجموعة من العشرات إلى المئات..  ” يقول ياسر.

في سؤالنا “لياسين” عن الربح المادي من هذه المجموعة، قال ياسين، إن الربح الوحيد الذي نحضى به من الأعضاء هو الأحترام و التقدير، فالمجموعة لاتدر أيّ دخل على اصاحبها.

ياسين ليس وحده من يدير المجموعة، هناك 4 أعضاء اخرون يُساعدون ياسر، اتفقوا على نفس الفكرة، لكنهم اصدقاء لبعضم البعض قبل كل شيء وتجمعهم الثقة يقول ياسر، أعمارهم لا تنزل تحت العشرين سنة.

وفي حديثته عن الوقت الذي يُخصصه كل واحد من حياته لأجل مراقبة المجموعة و تنقيحها، قال ياسين، أن أي وقت فارغ لأي منا، يوظفه في تنقيح المجموعة من الإعلانات المزعجة و التعليقات المهينة والحاطة من الكرامة.

“صافي ماركات” جعلت العديد من رواد التجارة برأسمال متوسط، يستثمرون من خلالها، في حالات كثيرة، تقدم اشخاص إلى مدراء صافي ماركات لشكرهم عن المبادراة، و اعترفوا بكونهم يجنون من خلالها ثمار قوت يومي، فالعديد من التجار، استعانوا بالمجموعة، وباتوا يعرضون سلعتهم، بدون تبكد عناء فتح متجر ودفع فاتورة الكراء و صوائر عديدة، المسألة اصبحت سهلة مع صافي ماركات.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *