دولة مريضة.. تلك التي أعدمت “ريحانة جباري”

الدولة الإيرانية المريضة والعجوز وعاشقة الدماء، تفتك بمواطنيها كلما تجرؤا على الصراخ بأعلى صوت، أو حاوّلوا كسر القيود. بينما، تُمارس قيادتها المهلهلة، النباح باسم القومية والثورة والمقاومة والممانعة، في مثل هذه الدول، المرء ينظر إلى كيف يتم استغلال اسم الوطن والقومية لتوظيفهما في حبال المشنقة.

‫#‏ريحانة_جباري، خصمها، مسؤول في الاستخبارات الإيرانية، وبمجرد، إتهمها لقتل هذا ” المسؤول المبجج ” رفض القضاء الدموي، حتى الاستماع إلى السيدة، بدون أيّ ذليل وأمر بالإعدام.

السلطات القضائية ضغطت على ريحانة جباري لحملها على إبعاد محاميها محمد علي جداري فروغي عن قضيتها وتوكيل محام لا يتمتع بالخبرة بديلاً له. ويبدو أن ذلك الأمر جرى كمحاولة واضحة لقطع الطريق على الجهود الرامية لضمان إجراء تحقيق في ادعاء وجود رجل آخر في المنـزل.

وفهمتْ منظمة العفو الدولية أن الطلبات المتكررة التي قدمها المحامي محمد علي جداري فروغي للقاء موكلته والاطلاع على ملف المحكمة، قبل إقصائه عن القضية، قد رُفضت !.

ففي عام 2009 حُكم على ريحانة جباري بالإعدام إثر تحقيقات ومحاكمة شابتْها مثالب كبيرة، ولم تفحص جميع الأدلة.

فبدلاً من الاستمرار في إعدام الأشخاص، يتعين على السلطات الإيرانية إصلاح النظام القضائي، الذي يستند على نحو خطير إلى إجراءات لا تفي بالقوانين والمعايير الدولية للمحاكمات العادلة.

وبموجب المعايير الدولية لحقوق الإنسان، من حق الأشخاص الذين يُتهمون بارتكاب جرائم يُعاقَب عليها بالإعدام تحقيق المراعاة الصارمة لجميع ضمانات المحاكمة العادلة.”

على كل حال، لا يمكن أن تنقع مريض عقلي بأفعال عقلانية أو منطقية، إيران، دولة مريضة بكل معنى الكلمة، منشغلة بالخارج أكثر من داخل، تقاوح وتُمانع، بينما تُمارس الشيطنة والديكتاتورية البشعة ضد شعبها.

عندما نصف النظام الإيراني بالمريض، فهذا ليس نعتا او قذفا، إنما وصف تعبيريا عن واقعه وهو ما يثير في نفوسنا الشفقة أكثر من أيّ شيء أخر، إيران مثل نفق مظلم لا تعرف ما الذي يوجد في داخله، لا أخبار تعرفها كاملة هناك ولا أمور واضحة، إيران تتخيل لنا، دولة تحتجز شعب كهرينة بالكامل.

نخبة إيران، سبق وصرحت، بأنها لو خسرت سوريا فلن تستطيع أن تحتفظ بطهران، فانشغال الدولة الايرانية بالخارج بداعي القومية وأشياء أخرى، و أمريكا، جعلها دولة مريضة، وهذا تفكير نخبتها والعجائز الذين يقدون الدولة وهم على السرير.

إيران الخامنئية لا تقيس نفسها بأي دولة من دول المنطقة، وإنما بالولايات المتحدة الأميركية، وترى أن صراعها ليس مع العرب ولا مع الشعب السوري وإنما مع واشنطن التي تشكل الند الوحيد لها في العالم. وما طمعها في السيطرة على سوريا والدول العربية المشرقية الأخرى، خاصة دول الخليج النفطي التي لا ترى لها أي شرعية، إلا بوصفها وسائل لمقارعة السيطرة الأميركية والتحول إلى ند لها. وهي تنظر إلى مشروع هيمنتها الإقليمية باعتباره حقها الطبيعي لما تتمتع به، بالمقارنة مع دول المنطقة الأخرى، من خصائص استثنائية، والتجسيد الحتمي لعظمتها وتميزها وآرية انتمائها وعبقرية كوادرها وتقدمها التقني والصناعي.

والواقع أن حكم النخبة الدينية الإيرانية لم يغير شيئا من نزعة الهيمنة القومية المتطرفة التقليدية، ولكنه أضاف إلى لوثة التفوق الآري التي غذت النخبة الشاهنشاهية الماضية لوثة تفوق مذهبية دينية ترى في الفلسفة الشيعية وولاية الفقيه أساس الخلاص ليس لإيران فحسب، وإنما للعالم بأكمله. وهي لا تزال تسمم نفسها وأجيال إيران الجديدة بأوهام التفوق القومي التي لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالعقل، وإنما هي تبشير بدين العنصرية القومية التي غصت بها في القرن الماضي النخبة القومية الألمانية، والتي قادت إلى أكثر كارثة حلت بشعوب أوروبا في تاريخها كله.

إنه ببساطة، مرض، وليس أيّ مرض، مرض مُعادي، أي وباء خطير ينتشر وفتاك.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *