صوّرْ يا زمان هذا المشهد !

صوّرْ يا زمان: تتطاير أشلاؤهم في الهواء ليتيتم الأطفال في نفوسفهمٌ وتتحول أمهاتٌ هانئاتٌ إلى ثكالى حزيناتٍ لا يبرحُ ثوبُ الحداد أجسادَهن حتى يواريهن الثرى، ولا تجفُّ مآقيهن من الدمع حتى يصعدن ليلمسن في السماء قطعَ القلوب التي خطفها منهن موتُ الغدر قبل أن تقرَّ بهم عيونُهن.

صوّرْ يا زمان: اكتفى حاكم البلاد، بتكليف إمام المسجد لتعبير عن شعوره النفسي حيال وفاة على الأقل 31 شخص في حادثة مميتة بطانطان،ثم انتهت صلاة الجمعة، وجاءت نشرة الظهيرة، لتخبر الشعب بأن الحاكم خرج اليوم من قصره، وقام بالصلاة في المسجد.

صوّرْ يا زمان: توفي خادم الحرمين ونُكست الآعلام واُعلن الحداد ثلاثة أيام.

لقد صور الزمان هذه البشاعة التي تضرب في عمق الإنسانية، وجاء الدور لتتصورا انتم أيضا بدوركم.

تصورا الحاكم يعزي بكل بلاغة صوتية في ظرفه الاني عائلات الضحايا، ويُعلن تنكيس الآعلام، وفتح تحقيق حول مجريات الحادث وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين.

إن المغرب يحتاجُ حاكما «مجنونًا» وحكومات «مجنونة» لا «إخوانية» لكي ننجو من «الوحلة» التي أورثنا إياها، على مدى عقود.

زعماءُ العالم الرائعون كانوا مجانين؛ فحققوا لبلادهم أشياء مدهشة. «غاندي» كان مجنونًا فحرّر بلاده من ربقة الإنجليز بأن جوّع نفسَه أربعين يومًا، ومشى مبتسمًا وحافيًا في مسيرة الملح. «مهاتير محمد» قفز بماليزيا من سفح الحضيض إلى ذُرى العالم الأول بقرارات مجنونة في التعليم والصناعة. «روزا باركس» كانت مجنونة، وكذلك «مارتن لوثر كينج»، فحررا بجنونهما السودَ من وحشية البيض. عزيز مصر «محمد على باشا» كان مجنونًا في كل قراراته فصنع مصر الحديثة، لأنه أحبها أكثر مما أحبها أبناؤها، وحتى من تلَوه من حكّام مصريين، ولم يكن مصريًّا. شيّد جيشًا مصريًّا نظاميًّا.

فهل نستطيع الحصول على حاكما بهذا القدر من الجنون؟، يفكر خارج الصندوق؟ يلقي خطاب بدون ورقة؟، هل يمكن للمغاربة الحصول على سياسي قائد ملهم مبدع؟ُ يكسر الصندوقَ، ويفكر خارجه. Out of the Box.

المبدعُ يضع أمامه هدفًا صعبًا مما يراه الآخر: «مستحيلًا»، ويقول: «سأحققه! لأن لا شيءَ مستحيلٌ فوق الأرض». لهذا يقول برنارد شو: «أنت ترى الموجودَ وتقول: كيف هذا؟!. بينما أنا أتخيل ما ليس موجودًا وأقول: ولمَ لا؟!

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *