دائماً ما نتساءل: لماذا الإخوان هكذا؟

أحمد منصور إعلامي تنظيم جماعة الإخوان المذيع بقناة الجزيرة القطرية، والذي يحمل الجنسية البريطانية، وصف مجموعة من الصحافيين والسياسيين المغاربة بـ”المرتزقة والفاسدين والقوادين والشواذ”، وذلك بسبب اتهامه بزواج عرفي من مغربية لمدة محدودة ” مدة النكاح “بوساطة من عضو حزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، عام 2012.

دائماً ما نتساءل: لماذا الإخوان هكذا؟ لماذا يفعلون ما أورثهم استياءَ البشر، حتى تلك الأصوات التى «كانت» تؤيدهم؟ نحن- الذين قرأنا تاريخ الإخوان- لا نندهش مما يفعلونه، بل نتوقع الأسوأ.

قارئ تاريخ الإخوان منذ 1928، يعرف أنهم برجماتيون ميكيافيلليون. من أجل أهدافهم يفعلون كلَّ شيء حتى إلى تقديم اخواتهم للنكح وقتل اعضاء جماعتهم والمتاجرة بدماء اخوانهم، ولديهم التبرير الجاهز دائما. يُسمّون «الكذب» دهاءً و«تقيّة». يرتكبون محظوراتٍ تحرّمها شرائعُ السماء والأرض التي يتخدونها مرجع لهم، كـ«الإقصاء والتصفية الجسدية واستلاب حقوق الغير» باعتبارها جهادًا في سبيل الله؛ فيما هي جرائمُ في سبيل جماعة سريّة أقسموا على الولاء لها. يعتبرون شعارَهم «عقيدةً»، فيقول صبحي صالح: «اللهم أمِتْني على الإخوان»! لا على الإسلام، كما يقول المسلمون.

وجد الإخوان أنفسهم، فجأة، على مقاعد الحكم. أربكتهم لحظةٌ لم يستعدوا لها، وإن قاتلوا لها ثمانين عامًا. في لمح البصر خرجوا من عتمة الظلام، إلى وهج ضوء قوي كشفَهم أمام العالمين. هالهم، كما هالَ العالم، أن تاريخهم الأسود بات معروفاً للجميع. فكان أمامهم خياران، أحدهما أخلاقيَ، ولكنه شاقٌّ عسِر، والآخر غيرُ أخلاقي، لكنه سهل يسِر. الأول: صناعةُ تاريخ جديد محترم يمحو تاريخهم غير المحترم. لكن هذا يتطلب وقتاً وعملا شاقًّا، وتركيبة أخلاقية وعقلية رفيعة، لا يملكونها للأسف. فكان الخيارُ الثاني الأسهل: تزوير التاريخ. وهو ما يصنعونه الآن، بقدر هائل من الركاكة والسفه والكوميديا السوداء.

لأن أحمد منصور لم يستوعب كثرة الحفر التي يسقط فيها مرارا بسبب تفكيره الركيك وبسبب عشيرته، ظهر كالثور الأسود، مهيج ضد اللون الأحمر، يُهرول ولا يعرف أين يسير، ولأن لدى العدالة والتنمية الاخواني المغربي هوس كبير بخلق الصراع الدنيوي والبنيوي مع كل شرائح هذا الشعب وكل اطياف مجتمعه، سارع بنشر تدوينة منصور على موقعه الرسمي، التي يقدف فيها المغاربة، على اعتبار أن العدالة والتنمية المغربي هو تنظيم جماعة الاخوان وليس حزب مغربي وطني يغير على المغاربة.

هؤلاء هم الاخوان، لا يعرفون الوطن، وطنهم هو الجماعة التي يعتبرونها أنها الخلاص الفردي والدنيوي كما قال السيد قطب عراب الاخوان.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *