العملاء الحقيقيون في المغرب !

تجمّدت بلادنا لسنواتٍ طويلة.. كان عنوانها الرئيسىي: لا جديد! وهي ماتزال تمضي في ذلك !

كل من أَمْسَكَ بشيء لا يريد لأحدٍ أن يصل إليه.. وكل من وصَلَ إلى شيئ لا يريد لأحدٍ أن يدنو منه.

فجأة وجدنا وطنًا يتسِّع لأربعون مليون إنسان و446,550 كلم مربع.. يمتلك نخبةً معدومة، وأسماءً محدودة، ونجومًا قليلة.

في المغرب الفاسدون بعضهم أعوان بعض، والجاهلون على قلبٍ واحد وطريق واحد.. ولن يدعم الفاسدُ إلا فاسدًا، ولن يدعمَ الجاهلُ إلا جاهلاً. هي دائرة مغلقة من الجهل والفساد.. الجاهلون القدامى يفسِحون الطريق للجاهلين الجُدد.

لن أقول مناضل، بل كلما وجدوا «موهوبًا» أو «شريفًا» أعدّوا له العُدة.. تحجيمًا وتدميرًا.

تحالف الجهل والفساد لا يزال قادرًا على إرباك المشهد، وتدمير القوة الناعمة، وإنهاك الدولة والمجتمع في تفاهات.. تجري صناعتها، ووضع إطارها.. بكفاءة وعناية.

مشكلة المغرب، أن الذين يتصدرون المشهد في البلاد هم أنفسهم العملاء !

ثمّة جدول زمني للتفاهة في المغرب، كل قصة تافهة تأخذ المدى الزمني المحسوب، لتبدأ القصة التافهة التالية..!

السينما والدراما والإعلام شركاء فيما يجري.. بإخلاصٍ واقتدار. هناك بالطبع من يقبِضُون على الجمر.. ويواصلون الطريق الصعب، ويبذلون جهودهم لأجل قوة ناعمة قائدة.. وراسخة، ولكن قدرة «العملاء الحقيقيين» أكبر كثيرًا من قدراتهم.

إن «العملاء الحقيقيين» أو على نحوٍ أدق «العملاء الأكثر خطورة» هم الذين يمنعون الأذكياء في بلادنا من الوصول إلى أماكنهم، وهم الذين يطردون العملة الجيدة لأجل العملة الرديئة، وهم الذين يضعون في المؤسسات والهيئات والشركات من يقومون بالتدمير الذاتي والإسقاط المدروس.

«العملاء الحقيقيون» هم من ينشرون ثقافة التطرف والمخدرات والدماء.. ليجد الأطفال والمراهقون فيهم نموذجًا وطريقًا. هم الذين يزعجهم «سلطان العقل».. ويُسعدهم «الدخان الأزرق».

«العملاء الحقيقيون» هم من يؤجلون عمل اليوم إلى غدٍ لا يجىء، وهم من يضعون العراقيل في كل طريق، وهم من يريدون لنا «الجري في المكان» دون خطوة واحدة باتجاه الأفضل.

قولاً واحدًا.. الجاهل إذا تولى منصبًا فهو فاسد، وحتى إذا لم يسرق ولم ينهب.. ذلك أن خسائر الجهل تفوق خسائر الفساد.
لا تهوِى الأوطان على نحو مفاجئ.. بل هناك من يقومون بالتجريف المستمر حتى يقع الانهيار.

إن الذين يشاهدون عمليات التجريف، ولا يحرِّكون ساكنًا هم مشاركون.. ومجرمون.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *