الاسلاميون في المغرب..العدل والاحسان “تكوي” العدالة والتنمية “تبخ”

مثل مغربي معروف في الأوساط الشعبية،  يقول “كوي وبخ” المثل المغربي نابع من الطب التقليدي الذي كان ولايزال يُمارس لدى أهل القرى المغربية، وهو عملية من شأنها أن تُعالج الأمراض ذات صلة بعروق جسم الانسان، كالبرودة وفقر الدم ( بوصفير) إلى الخ من الأمراض التي تصاب المغاربة ولا يجدون لها علاج غير الطب التقليدي نظرا لضعف امكانياتهم وحالتهم الاجتماعية.

في السياسة، لجأ الإسلاميون إلى هذه الحيلة، ولكي يوفروا عنهم مشقة اتخاذ قرارات صريحة قد يدفعون ثمنها غاليا وتؤثر على احلامهم وعرش سلطانهم ومرشدهم المبتغى وقد تزعزع الكرسي الذي “لصقوا” فيه، فإنهم توصلوا إلى عملية “كوي وبخ” حتى يظلوا في موقعهم كتيار “متملق- معارض-مخلص”،طرف فيهم يقوم بعملية “الكوي” أيّ ضخ النار في مكان الداء وطرف أخر يقوم بعملية “البخ” ونفخ الهواء في مكان ذاته لتبريده واطفاء ناره.

قبل أيام قليلة، اهتز المغرب على وقع حادثة خطيرة في مدينة الحسيمة شمال المغرب حيث سحقت شاحنة ازبال مواطن مغربي ارتمى في خلفيتها احتجاجا على مصادرة سلعته من السمك من طرف السلطات الأمنية، ووقعت حادثة شبيهة لها في تونس وقامت بعد ذلك ثورة قلبت نظام الحكم في البلاد وكشفت الستار عن ثورة امتدت إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن، وحركت الرؤساء والملوك في المغرب والاردن وعددا من الدول العربية أخرى إلى اقامة مشروع جديد يلعب على وتر الحذر والشعارات الديمقراطية، أما في المغرب، فقد احرق عشرات المواطنين اجسادهم احتجاجا على “الحكرة” وظلت الأوضاع كما هي عليه.

بعد حادثة “رجل الحسيمة” تسير الاحتجاجات في المغرب نحو الامتداد، فيوم الأحد من 30 أكتوبر، تتظاهر أزيد من 41 مدينة وقرية مغربية، تضامنا مع رجل الحسيمة واحتجاجا على “الحكرة” التي يتلاقها المغاربة البسطاء من طرف رجال السلطة.

يبدو سيناريو البوعزيزي وسيناريو 20 فبراير في المغرب، يتجدد بعد حادثة “رجل الحسيمة” وما يؤكد هذا السيناريو هو “جبن” الإسلاميون الذين يتحالفون مع حامل العصا قبل ان تسقط من يده ثم يلتحقون بركب الشعب ويرفعون شعارات “ثورية” ويدعون الزعامة، كما فعلوا في مصر إبان ثورة 25 يناير، في المغرب، وقفت العدالة والتنمية ضد مطالب المغاربة بالديمقراطية والعدالة والاجتماعية وضد حركة 20 من فبراير في عز ثورات الربيع العربي وإزاء حادثة الحسيمة دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران عشيرته إلى عدم الانصياع وراء الاحتجاجات والتضامن مع “رجل الحسيمة”، وهي عملية “البخ” التي يختص فيها هذا التيار بينما تسلمت جماعة العدل والاحسان مهمة “الكوي” فقد دعت أهلها إلى النزول والمشاركة في احتجاجات التضامنية مع “رجل الحسيمة” وفي 20 فبراير، نزلت إلى الشارع إلى حين تسلم أهلهم في العدالة والتنمية الحكومة، ثم اختفوا، وسحبوا البساط من تحث اقدام المغاربة والشباب المتحمسين للتغيير واعلاء صوت الديمقراطية.

إن هذه الحربائية والانتهازية في التنظيم الاسلام السياسي، تأتي جدورها من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين تحث دريعة الولاء للسلطان والولي الأمر حيث لا يجب الخروج عنه، ومن منظريهم من حسن البنا والسيد قطب، إذ تنص حروف ابجديت تنظيهم على مصلحة الجماعة أولا وأخيرا، أنفسهم قبل كل شيء، وتعطشهم للسلطة وأحلامهم، ولا تهمهم أحلام الشعوب والمواطنين، إنهم يتخذون من جماعتهم وطننا وحاضنا يعتبرونها الخلاص ثم الخلاص.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *