في شمال المغرب، على شاطئ المحيط الأطلسي تقع مدينة أصيلة، سكان المدينة يحكون عن مدينتهم بكثير من الألم و التذمر و الإستياء عما تتخبط فيه المدينة من سوء تدبير و نهب خيراتها و غياب المرافق الإجتماعية و تدهور البنية التحتية، وإنتشار أحياء الصفيح و الفقر المدقع وغياب المدارس التعليمية و مصالح التطبيب..
” ممـلكة بنعيسى ” هو أكثر وصفاً يُطلق على هذه المدينة الصغيرة، التي تضم ثلاثة أحياء صفيح وتُغيب عنها المرافق الإجتماعية، فالإسم يعود نسبة لرئيس المجلس البلدي، و هو رئيس للمجلس عما يناهز الثلاثين سنة، عمل سابقا وزيراً للخارجية المغربية و زيرا للثقافة، وتقلد مناصب دبلوماسية.
يعتقد سكان مدينة أصيلة أن تاريخه الديبلوماسي و السياسي خوله قيمة كبيرة داخل ” دار الـمخزن ” أي القصر الملكي، سكان مدينة أصيلة يشمئزون كثيراً من رئيس المجلس البلدي و الذي يترأس في الآن ذاته مؤسسة بإسم ” منتدى أصيلة ” و هي التي تُنظم مهرجاناً سنوياً في المدينة، و يُقدر سياسيون في المدينة رأس مالها بالمليارات، و بحسب وثائق موثوقة حصل عليها ” بديل ” تؤكد على امتلاك هذه المؤسسة للعشرات من العقارات الضخمة و التي تعمل في المصلحة الخاصة.
ويرى الكثير من سكان المدينة كما النشطاء و الحقوقيون، أن مؤسسة ” منتدى أصيلة ” إستولت على كل كبيرة و صغيرة، وهي مؤسسة مُعترف بها ذات منفعة عامة، تورطت في خروقات كبيرة، و لها مقرات خاصة تشتغل فيها مصالح إدارية حكومية.
و أكثر المشاهد سيريالية في أصيلة، ليس لدى المجلس البلدي أي مقر خاص به غير إحدى قاعات منتدى أصيلة، و يعقد دورات المجلس في قاعة أخرى، يُمارس رئيس المجلس البلدي ذو النفوذ الكبيرة ما يُسمى بـ” البلطجة ” و ترهيب المواطنين الذين يرفضون الخضوع لإرادته و حتى أولائك رجال الأعمال الذين يفكرون في الإستقرار بالمدينة يرغمهم بنعيسى على تقاسم معه مشاريعهم.
“لا تنمية” من أجل البقاء
بنعيسى يُحاصر مدينة أصيلة، يرفض إقامة مصانع فيها، و لا إدراج النقل الحضري بها، هي فكرة جنونية كي يحتوي المدينة و لا يتم توسيعها، فليس في صالح رئيس المجلس البلدي الأعلى سلطة في المنطقة، أن يتم توسيع المدينة و ترتفع كثافتها السكانية ويتم إعتماد الائحة في الإنتخابات الجماعية وتتسع قاعدة السكان، هكذا يقول الكاتب العام لحزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة أصيلة في حديث خص به ” بديل “.
أصيلة مدينة الإختلاسات العقارية..
لم تتوارى أموال الأمراء القطريين و الخليجيين بصفة عامة على صندوق ” منتدى أصيلة ” الذي من خلاله قدم رئيس المجلس البلدي محمـد بنعيسى نفسه على شكل فاعل خير بحسب سكان المدينة حتى كسب أموالاً طائلة تحت إسم دعم الفقراء ، حيث منحت الدولة أرض لفائدة منتدى أصيلة الذي يرأسه رئيس المجلس البلدي و بمساهمة من عدد من الأمراء الخليجيين من أجل بناء شقق لتخصيصها لإيواء سكان دور الصفيح في حي ” مرج بوطيب ” بثمن درهم رمزي وصل عدد الشقق إلى 260 شقة، إلا أن هذه الشقق لم تستفد منها الأسر المعوزة ، وظلوا في ” براريكهم ” إلى حد كتابة هذه السطور.
حيث قام منتدى أصيلة بحجز الأرض التي عليها سكان الصفيح ضمن ممتلكاته الخاصة، مشمولةً بالبراريك و المسجد .. ” كما توضح وثيقة رسمية حصل عليها موقع بديل “
وبحسب مصادر موثوقة، تم التصريح بهدم تسعة وعشرون ” براكة ” ولمَ تُهدم منهما أي واحدة، لتظل الوضعية كما هي، بل إن الشقق الجديدة إستفادت منها ” عشيرة بنعيسى و نفوذه ” وأصبحت تلك الشقق هدايا يمنحها بعيسى لمن يشاء، فقد عايَن ” موقع بديل ” عدد من المهاجرين المغاربة و الأسر يُقيمون في تلك الشقق، لا علاقة لهم بدور” الصفيح “.
وبحسب وثائق أخرى، فإن رئيس المجلس البلدي محـمد بن عيسى، كلف إحدى الشركات الخاصة تُسمى ” فيرا ” التي يُديرها صهر نفس الرئيس،. إلى شراء الأرض التي عليها الآن الملعب البلدي من صاحب الأرض بثمن حُدد في 30 درهم للمتر المربع، وبعد ذلك تم إعادة بيع العقار من طرف ذات الشركة إلى المجلس البلدي بثمن وصل إلى 130 درهم للمتر المربع.
وبهذا يكون رئيس المجلس البلدي قام بخديعته وباع الأرض بأضعاف الثمن، رغم أنه سبق للمجلس البلدي أن أفاد لجنة تقصي الثمن و البحث في المِلك .
و إستولى بنعيسى عبر نفوذه، على أرض أخرى مجاورة للملعب البلدي، و شملها ضمن الملعب البلدي، و الأذهى من ذلك فإن الأرض التي عليها الملعب البلدي التي دفع المجلس البلدي ثمنها، هي لاتزال في إسم شركة فيرا.
تتحدث الناس هُنا في أصيلة، عن هدم مشروع سياحي من طرف المجلس البلدي بقيادة رئيسه ” محـمد بنعيسى ” بعدما قرر في وقت سابق تشييده في منطقة ” كورنيش المدينة ” ، وخلف خسائر بحسب مراقبين محليين وصلت إلى 5 مليار سنتيمم، تحملت الدولة الخسارة الكبرى.
كثيرة هي المفارقات التي يقف عليها الزائر لمدينة أصيلة خلال جولته بالمدينة غير أن أقواها هو وقوفه على قرابة أَلْفَا منزل بمدينة أصيلة مشيدة بدون ترخيص قانوني. ففي “غدير كناوي” ينتشر على مساحة سبعة هكتارات قرابة الستمائة منزل بدون هيكلة فيما “حي الزرقطوني” يشتمل على زهاء ألف منزل مشيدة على أرض تعود ملكيتها للجيش، بينما “حي ياسمينة” يضم قُرابة أربعمائة منزل تعود ملكيتها لمؤسسة العمران وكل هذه المنازل قائمة لكنها بُنيت بدون تراخيص قانونية.
هيئات تربوية تشتكي من غياب المؤسسات التعليمية
توجهنا للحوار مع عدد من الهيئات التربوية في المدينة، اللذين بدورهم عبروا عن إستيائهم من إنعدام المؤسسات التعليمية و الهذر المدرسي و الإكتضاض الذي تشمله الثانويات و الإعداديات، حيث يصل عدد تلاميذ القسم إلى خمسين تلميذا في القسم الواحد، و أن مجموع المدارس في مدينة أصيلة هو سبعة مدارس منهم ثانوية واحدة و خمسة مدارس إبتدائية و إعداديتين فقط، فمنذ قدوم رئيس المجلس البلدي وافداً جديداً على المدينة لم تُضاف أي مؤسسة تعليمية جديدة،غير العقارات الخاصة لفائدة رئيس المجلس البلدي.
أمام هذا الوضع التربوي المزري، قررت وزارة التربية الوطنية للتعليم، إنشاء ثانوية جديدة، إلا أن تدخل رئيس المجلس البلدي بداعي أن مؤسسته ” منتدى أصيلة ” هي من ستتكلف ببناء الثانوية، حال دون ذلك، وبعد ذلك تفاجئ سكان المدينة ببناء مؤسسة تعليمية خاصة وليست عمومية من طرف ” منتدى أصيلة “، دون أن تستفيد منها ساكنة المدينة.
و قام رئيس المجلس البلدي بنزع أرض من صاحبها من أجل بناء مدرسة ” خاصة “، طبقاً لمقرر صادر عن نفس الجماعة كما توضح الصورة أذناه :
المستشار الجماعي الزبير بن سعدون .. النقطة التي أفاضت الكأس :
يحكي الزبير بن سعدون و هو مستشار جماعي في المجلس البلدي لمدينة أصيلة، في رسالة وجهها إلى وزير العدل و الحريات المغربي، أنه فضح شبكة تجارة المخدرات متورط معها ” كولونيل ” في جهاز الدرك الملكي المغربي المدعوا “عقا ” ، حيث تدخلت السلطات آنداك وتم القبض على شبكة تجارة المخدرات المذكورة وحُكم المتورطين بالسجن لمدة ست سنوات نافذة، غير أن التحقيق لم يؤدي إلى قطع رأس الشبكة التي أسرد المستشار بن سعدون داعمها في الخفاء من طرف أشخاص نافذون، لكن بعد مرور بضع سنوات تم القبض على الكولونيل المذكور و الذي إعتبره ” الزبير بن سعدون ” هو المسؤول الرئيسي في القضية،. لكن الذي أعتبر الغريب في القضية أنه بعد مرور سنة على إعتقال هذه الشبكة قام أفرادها بإرسال شكاية ضد المستشار الزبير بن سعدون من داخل السجن مفادها أنه رئيس وصاحب المخدرات التي هربوها في القارب المسروق الذي سبق وأبلغ عنه المستشار المذكور.
هذا الملف القضائي الذي ظل في مكتب قاضي التحقيق بطنجة مند سنة 2005 إلى حدود سنة 2012. وفي سنة 2007 يقول الزبير بنسعدون ” تفاجأت بشكاية أخرى ضدي من داخل السجن من طرف شخص لا أعرفه بتاتا يدعي فيها أنني مزوده بالمخدرات، وما هي إلا شكاية كيدية وتحريضية من طرف الشبكة التي بلغت عنها والتي أصبحت تحرض ضدي وتحاول أن تشتري الذمم داخل السجن من أجل تلفيق التهم الكيدية لي للانتقام مني. وعلى طول هذه المدة كنت متابعا في حالة سراح. وكنت أناضل كمناضل نقابي وحقوقي إذ صرت رئيس المكتب المحلي للإتحاد العام للشغالين بأصيلة ومندوب فرع رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين. وقد وقف فرع الرابطة بأصيلة على مجموعة من الإختلالات تصدى لها المكتب عبر توجيه رسائل وتنظيم وقفات ومسيرات إحتجاجية أصبحت تهدد المستقبل السياسي لرئيس المجلس البلدي “
بداية المستشار الزبير بن سعدون كمنافس لرئيس المجلس البلدي وحصده لأصوات إنتخابية تحدى بها الرئيس و رفعت من شعبيته السياسية في المدينة، و توجيهه لشكاية ضد رئيس المجلس البلدي لدى الوكيل العام للمحكمة المالية متهما إياه بنهب المال العام.
نضالات المستشار المذكور، جرت عليه سخط الحاكمين، و مجموعة من الأحكام التي كانت سريعة ومتتالية ففي سنة 2012 وبعد تواطؤ مُحكم من طرف مافيا المخدرات ولوبي الفساد بأصيلة عبر إستعمال القضاء لتصفية حسابات سياسية بحسب الزبير بن سعدون. حكمت عليه المحكمة بست سنوات نافذة إبتدائيا وتمت تبرئته إستئنافيا بفضل تضامن مجموعة من الإطارات النقابية والسياسية والحقوقية.
و تكون دفاع الزبير بنسعدون من إثنا عشر محاميا حقوقيا. أما الملف الثاني الذي حُكم فيه بالبراءة سنة 2010 ومن حيثيات الحكم تبرئته يقول الحكم الإبتدائي: “حيث أنه نظرا لثبوت العمل النقابي والجمعوي للمتهم وتعاونه مع السلطات الأمنية والقضائية الأمر الذي جر عليه مجموعة من المؤامرات و الأحقاد من طرف المشتكى بهم من قبله”. هذا الحكم الذي ألغي في سنة 2012 وتمت إدانتي من جديد بثلاث سنوات نافدة في هذا الملف الذي خططت له مافيا المخدرات من داخل السجن سنة 2007 وتم الضغط عليه من طرف لوبي الفساد بالمدينة “.
إحتجاجات شعبية و غليان إجتماعي :
أمام هذا الوضع السياسي و الإجتماعي المزري، و إعتقال المستشار بن سعدون، تأججت الإحتجاجات ضد المجلس البلدي و رئيسه، فبدأت الإعتصامات من أجل إطلاق سراح المعتقل بنسعدون و من أجل توفير المرافق الإجتماعية و المدارس التعليمية و النقل الحضري، وعمت كل أرجاء المدينة تظاهرات تُعبر عن السخط الذي تعيش فيه المدينة مطالبة بتوفير العدالة الإجتماعية و الحق في السكن.
فخاضت الساكنة عدة إعتصامات و وقفات أمام مراكز السلطة الإدارية، و إحتجت عن تنظيم المهرجان السنوي لأصيلة عبر وقفات إحتجاجية، و يعتقد سكان المدينة أن مهرجان أصيلة لا ينعكس على المدينة في شيء .
ويرى سكان مدينة أصيلة، و الكثير من المتتبعين للشأن المحلي، أن رئيس المجلس البلدي للمدينة ” محمـد بن عيسى ” يحظى بالكثير من الدعم الإعلامي من طرف عدد من الصحافيين و الجرائد التي تعمل وفقاً لأجندة ” بن عيسى ” و تُغطي عن جرائمه و فضائحه، وتقصف خصومه.
لذلك تعود بن عيسى، أن يُكافئ كل سنة في مهرجان تُقيمه إحدى جمعياته ” منتدى أصيلة ” عدد من الصحافيين و مدراء الجرائد لكي يحلو لهم الشراب و الأكل و الإستمتاع بالأوقات.
” إلا كانت غير مرة حاملة كنديوها تال طنجة ” هكذا يحكي أحد المواطنين الذي إلتقاه موقع ” بديل ” و هو يشكوا من معاناة هذا المستشفى الوحيد في المدينة، و الذي لا يتوفر على غرفة عمليات ويقتصرعلى طبيب واحد فقط، فيما يضطر المواطنون الراغبون في العلاج إلى التوجه إلى مدينة طنجة.
وعلى طريق “الكورنيش”، تنتصب على طول مسافة الألف متر تقريبا عدد من “الأكشاك الموسمية”، ولكن مصادر حقوقية تؤكد للموقع أن الأكشاك تظل مشتغلة على طول فصول السنة.
مساحة كل كشك في الأصل هي إثنا عشر مترا لكن معظم أصحابها يستغلون مساحة تقارب الخمسمائة متر، كما عاين ذلك الموقع، مقابل أداء 600 درهم كل ثلاثة أشهر وفقا لإفادة نفس المصادر الحقوقية.
إلا أن هذا الصيف، وجدت هذه الأكشاك مهدومة، والسبب أن الأرض التي منحها رئيس المجلس البلدي لأصحاب الأكشاك هي في ملكية ” الأملاك البحرية ” وقد رفعت دعوة ضد المجلس البلدي تُطالبه فيها بإخلائها، بحسب مصادر حقوقية في المنطقة.
أصيلة بُعد ثقافي عريق.. إنتهى بسرعة
لا يختلف اثنان على أن مدينة آصيلة، ذات تاريخ العريق ترك بصمته، المدينة التي سكنها الأمازيغ قبل الفنيقيون والقرطاجنيون، إلى أن تحولت إلى قلعة رومانية محتلة تحمل اسم ” زيليس ” قدم إليها النورمانديون من صقلية واستقروا بها، واحتلها البرتغاليون سنة 1471 م ليشرفوا من خلالها على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي. وبعد معركة الملوك الثلاثة التي وقعت سنة 1578 م والتي سقط فيها ملك البرتغال سان سيباستيان صريعا في معركة وادي المخازن، استطاعت المدينة أن تتخلص من الاحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي سنة 1589 م، لكنها سرعان ما سقطت في يد الإسبانيين الذين استمر احتلالهم لها إلى غاية سنة 1691، وهي السنة التي أعادها السلطان مولاي إسماعيل إلى نفوذ الدولة العلوية.
على مدى هذا التاريخ، رأى سكان المدينة أن الثلاثين سنة الماضية، احُتلت المدينة من جديد و استولت عليها ” قيادات مخزنية ” و حولة أصيلة من مدينة إلى غنيمة، تنعم بها ايادي البطش و الفساد، وتستغل ثروتها الطبيعية وتُنكل بحياة سكانها.
المدينة العتيقة تُعتبر المدينة العتيقة لمدينة أصيلة فضاءً ساحرا بدروبها الضيقة وأزقتها الأنيقة وبمنازلها المتشحة بالبياض في تراص ّ جميل، وأبوابها ونوافذها المتلفعّة بزرقة مُشعة واخضرار براق، وبجدارياتها المُزينة برسوم فنانين تشكيليين من مختلف المدارس والأجيال، وبالأسوار المحيطة بها التي يعود تاريخها إلى عهد البرتغاليين. ويمكن الدخول إلى أحياء المدينة العتيقة عبر ثلاثة أبواب هي باب القصبة، وباب البحر، وباب الحومر، وتوجد بداخلها قيسارية لمنتجات الصناعة التقليدية، وساحة ” القمرة “، كل هذه الأماكن أصبحت اليوم قلعة حصينة لمن يُلقبونه هُنا بـ” الإمبراطور بنعيسى ” الذي يُسيطر على هذه الأماكن و مراكزها و يقيم بخضه في ساحاتها، و يُهمش جوانبها و سكانها، حتى بدى ترحيل السكان الأصليون من تلك المناطق العريقة هدف أسمى لبنعيسى لكي ينعم براحة باله.
فالسكان يقولون أنه و بسبب بنعيسى تم ترحيل مئات الاسر الذين يقيمون بجوار منزله و تُركت تلك المنازل للأجانب، كما لاحظ صحفي ” بديل “.
هكذا تبدو انتهت مدينة أصيلة خاوية على عرشها، دون تنمية و لا أفق و لا ازدهاراً و لا هويةَ، مدينة عدت مشردة تائهة في مصيرها المجهول تبحث عن ملجئ لها، بعدما اكتوت بنار الفساد و الفقر و الدقع و النهب و الاختلاسات. يتساءل سكان المدينة عن غياب أليات المراقبة من طرف أجهزة الدولة و كأن بنعيسى وحش قهر الجميع، و أو حطم صورة الدولة بشكل عام، أو أن هناك من المسؤولين الساميين من يُباركون جشع بنعيسى. كلها احتمالات تخطر ببال السياسيين و الحقوقيين في أصيلة، لذلك قررو الانتفاضة عن قرارات السلطة و مطالبة ملك البلاد بإيقالة رئيس المجلس البلدي، بكونه أعلى سلطة في المملكة يمكنها أن تنقد المدينة.
إعداد : صلاح الدين عابر