زرعتم بذورا بلا مسؤولية فحصدتم ” داعش “

يعيش العالم على ايقاع أحداث مهولة تضرب في عمق الإنسانية بلا هوادة، وهنا الحديث عن الذبح والتنكيل والقتل وسيلان الدماء والتكفير، بلا شك أنكم تفهمون أن هذا الحديث عن  “داعش” . التنظيم الإرهابي التكفيري، الذي يتغذى على الدم بكل فخر.

السؤال، لماذا التنظيمات الإسلامية الممتدة داخل ” حركية الإخوان ” لم تصدر أيّ بيان تنديدي يُدين همجية هذا الذي أسمته ” داعش “، يبدو ذلك مهولا، لقد اختارت العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، الصمت في المغرب والاقتصار بمقالات رأي عسى أن تبعد الشك والظنون.

بينما تدعم وتساند الآلة الإخوانية في تركيا تنظيم داعش بكل الطرق والحيل، وتُساهم في تغلغل هذا الوباء الفظيع، وتركت ” الأكراد ” غنيمة أمام ” وحوش مفترسة “.

علينا أيضا أن نعي اليوم، دور ” حركة الإخوان ” في انبات الحركات التكفيرية على مدى التاريخ، مرورا بالسيد قطب وحسن البنا وحتى السلفين .. إلى داعش وتنظيمات القاعدة، التي كانت لها علاقات وطيدة بالإخوان.

إننا اليوم، في مرحلة جديدة، من مراحل تحوّل ” حركية الإخوان ” خاصة بعد تجليات الساحة المصرية التي تسببت في حالة هيستيرية لهذا التنظيم، صدقا أتمنى في نفسي أن أرى ملايين المسلمين في ساحات بُلدانها تُدين ” داعش والتكفير “.. أريد أن أرى هذا المشهد، فكل ما يحصل الأن مجرد ضجة إعلامية واجتهادات صحفية..بينما تُمارس العديد من أفكار داعش داخل مجتمعاتنا بطرق غير مباشرة فكل أولئك الذين ناقشت معهم الدين تكلموا بمنطق داعشي تكفيري محض، بينما يوجد العديد منهم يفضل عدم الخوض في موضوع الدين حتى يتسنى له أن يمارس غرائزه الطبيعية، لأن فهمه الصحيح للدين يوجد فقط بالمنظور الداعشي ..

أين فقهاؤنا ومثقفونا، ودولتنا المعتدلة، ويا من تتخذ من سلالة ” الرسول ص ” جذورا لها، أم أنها انهمكت في شرعنة تصرفات الحاكم وأفعاله، وتناست العمل على نشر ثقافة الوعي وثقافة الإسلام المعتدلة والوسطية والتنويرية.

يبدو أن الكل تخلى عن مسؤوليته، حتى نحن طبعا، وباتت الساحة فارغة أمام العشرات من التنظيمات ” الإخوانية ذات الجذور الصلبة ” منها من تستغل فقر الناس وتوهمهم بالجنة وتشبعهم بأفكار التطرف وتحتويهم تحت باطنها إلى ذلك اليوم الموعود الذي لا ندري أيّ “داعشية سنصل إليها فيه ” .  

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *