من المسؤول عن الكوارث المنجرة عن التقلبات المناخية الأخيرة في المغرب؟

يشهد المغرب هذه الأسابيع، ظروفا قاسية وصعبة بسبب الفيضانات التي تشهدها البلاد والتي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ أسبوع. وساعدت البنية التحتية المغشوشة والمهترئة على كشف عورة سياسات المدن واستراتيجية التدبير والتسير العشوائية، فعدت كل المدن المغربية عبارة عن برك مائية.

في الأسبوع الماضي، تُوفي 23 شخصا على الأقل في إقليم كلميم جنوب المغرب، بعد أن جرفتهم السيول، وسقطت العشرات من المنازل العشوائية في مختلف المناطق المغربية.

شهد المغرب الشهور الماضية هيجان بحري، قيل أنه لم يسبق له مثيل،حيث ارتفع مستوى البحر بأزيد من 6 أمتار، فافي المدن الساحلية ( الداربيضاء – الجديدة-  الوليدية ) وصلت أمواج البحر إلى سطح الأرض و دمرت البنية التحتية لعدد من المقاهي، و في مدينة آسفي شكلت الأمواج هيجانا بحريا بصوت قوي سُمِعَ صداه في مُختلف مناطق المدينة و أثار حالة هلع و رعب وسط الساكنة وخلف دمارا لأزيد من 59 قارب صيد في ميناء المدينة حسب مندوبية الصيد البحري.

تحذيرات متواصلة

قبل وقوع مجمل هذه الحوادث والتقلبات المناخية، في يناير من السنة الماضية،كتبت منابر صحفية مصرية أن المغرب مُعرض لأكبر تسونامي في المنطقة، مُعللة ذلك بسبب التقلبات المناخية في المنطقة، وبسبب الأمطار الغريزة التي شاهدتها الدول الغربية، كان خبر الصحافة المصرية هذا بنسبة لعدد من مغاربة و منابر صحفية عدة ما هو إلا مُزحة و إشاعة هدفها النيل من الاستثناء و الاستقرار الذي يشهده المغرب، حيث أكد ذلك رئيس مصلحة الأرصاد الجوية المغربية في حديثه لإحدى الجرائد الإلكترونية بقوله أن ” خبر الصحافة المصرية مُجرد إشاعة ” .

وأرجح مراقبون مغاربة، أنه قد يكون لدى الصحافة المصرية كم من المعلومات عن التقلبات المناخية التي يشهدها المغرب اليوم، إلا أنه حدث تهويل للحدث، كما أن المغرب لم يأخد ذلك بعين الإعتبار.

وفي سبتمبر/آيلول من السنة الجارية، بث خبراء و أساتذة باحثون و طلبة متخصصون في مجال جيولوجيا الزلازل والبراكين، شريط فيديو على موقع اليوتوب، وأفاد الخبراء عبر الشريط، أن المدن الساحلية المغربية وعدد من من الدول كـإسبانيا و البرتغال، مُهددة بـما وصفوه بـ” ميغا تسونامي ” .

وبحسب الخبراء، فإن العامل المرجح لقيام الكارثة البيئية ” ميغا تسونامي ” توقع انهيار جزء بحجم 500 كلم من جبل “كومبري فييخا” البركاني أيّ ما يُعادل (1949 متر) الذي يقع في جزر الكناري، وسط المحيط الأطلسي.

ويُقدر العلماء الارتفاع البدئي للموجة الناتجة عن ذلك الانهيار بأكثر من ألف متر أيّ ما يعادل علو ثلاث ابراج ايفل، كما أن موجة التسونامي الناجمة عن هذا الانهيار ستجتاح جزر الكناري بالكامل و ستتوغل داخل السواحل بمسافة 20 كم .

المغرب أمام تقلبات مناخية عدة، ضعف الأمطار، ارتفاع مستوى البحر، ضعف المحصول الزراعي، أمراض المواشي. وكان التقارير لخبراء دوليين في مجال البيئة، و منهم ” تقرير مجموعة الخبراء العالمين ( IPC ) حول المناخ لسنة 2007 ” وفي جزء من التقرير حول منطقة شمال أفريقا وشرق الأوسط ، يرى أن سبب هذه التغيرات النوعية على مستوى النظم المناخية لكوكبنا هي الغازات الدفيئة GHGالتي تنبعث من المصانع و وسائل النقل خاصة و أيضا الاستعمال المتزايد للوقود الأحفوري (الفحم، الغاز الطبيعي، البترول). وايضا المحطات الحرارية ( المغرب يستعد لإقامة أكبر محطة حرارية في مدينة ساحلية ) .

كيف يواجه المغرب خطر المناخ ؟

ومن جانبها ترى  “منظمة أطاك المغرب” أن المغاربة يُعدون الأقل استعدادا للتكيف مع تبعات هذه التغيرات والتي شهد المغرب في السنوات الأخيرة عددا كبيرا من تمظهراتها من خلال تراجع كبير في التساقطات المطرية، حوالي الثلث منذ سنوات الستينيات و تواتر سنوات الجفاف إضافة إلى تسجيل عدد من الكوارث الطبيعية أو ما يصطلح عليه بالظواهر المتطرفة أو الحادة كالفيضانات، مؤكدة على أن الفلاحة والموارد المائية هي الأكثر تأثرا من هذه التغيرات المناخية بالمغرب.

ورغم تحذيرات الخبراء والتقارير البيئية الدولية، فقد شرع المغرب في بناء ” محطات حرارية ” تشتغل بالوقود الأحفوري ، الذي يسبب أمراض خطيرة على مستوى صحة الإنسان ثم ينهك البيئة و الثروات الطبيعية. يزعم المغرب أن هذه المشاريع من اجل توفير الطاقة. في الحين أنه يتجاهل ( المحطات الريحية والشمسية وطاقة المتجدة الأرخص والأنظف ) .

وفي دراسة أخرى، عن المغرب في إطار ما يسمى ” المغرب الأخضر ” حول التغيرات المناخية على البلاد، وذلك باعتماد نموذج MAGICC/SCENGENأنه من المنتظر وفي أفق 2020، أن يرتفع مستوى البحر ما بين 0.7 و 1 درجة سنة 2020 وما بين 3 و 5 سنة 2080، و أن تراجعا كبيرا سيحصل في نسبة التساقطات المطرية خاصة في المناطق الشمالية تصل إلى 7 في المائة في أفق سنة 2020، 20 في المائة في 2040 و 40 في المائة سنة 2080، وأيضا تراجع مردودية المحاصيل إلى 50 في المائة في سنوات الجفاف، مُضيفة الدراسة ذاتها تراجع الأنشطة الزراعية بالقرب من السواحل نظرا لارتفاع ملوحة التربة والفرشات المائية و انتقال المناطق القاحلة نحو شمال البلاد.

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

تعليق واحد على

اترك رداً على بدر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *