ماذا لو قال لك الكبش ” توقف ” !

في عيد الأضحى، و هو أحد المناسبات التقرب إلى الله عند المسلمين، مناسبة يتحوّل فيها المغاربة إلى وحوش منعدمة الإنسانية و الأخلاق، يُريدون ذبح الكبش، و يذبحون معه كل شي من قيم و انسانية و احترام وخلاق روحية.

في محطات النقل الطرقي، ترتفع الأسعار النقل بنسب خيالية، و في الطرق تنقلب الحافلات و يموت العشرات بسبب جشع المال من أرباب هذه الأخيرة، و في الأسواق ترتفع اثمنة الخضر و المعدات و الفواكه.. فتجد الكل مسرع، و كأن شيئا ما يُلاحق الجميع، وفي فصل العيد، يعمل المجرم و اللص وتمتلئ دوائر الشرطة بقطاع الطرق و اللصوص، و في كثير من الأحيان، يؤدي شجار بين مواطنين إلى ذبح بعضهم البعض كما حدث السنة الماضية في إحدى المدن المغربية، العيد هو مناسبة تتجدد فيها الدماء في الشوارع قبل العيد نفسه.

في فصل العيد، يُندد المواطن المغربي، بشيء أسمه ” الصدقة ” لأنه لا يقبل ان يعيش أسود ايامه و هو يعمل من أجل توفير ثمن خروف ويشتريه بثمن يصل إلى 4000 درهم ، ويتصدق به هباءا منثورا  !.

في العيد تجد،الفتاة الشقراء ذات العيون الكبيرتان ” الجميلة ” و الأطفال يخططون لكل جزء من جسم ‘ الحولي ‘ والناس تحزن جدا عندما يجدون أجزاء من الكبش مريضة أو ضربها التلف ، رغم ان هذا شيء طبيعي لأن شعبا كاملا من الأكباش يرعى في المزابل ويأكل ‘ الـميكة ‘ والفضلات العفنة .

ولا احد سأل لماذا يعاني الفلاحون و مربو المواشي طيلة السنة ، رغم ان فوائد عيد الاضحى لا تقدر بثمن ، لكنهم يشتكون لان الدولة لا توفر لهم أي مخطط تنموية لتلك الملايير ، تم تستمر كل سنة معاناة الفلاح و المواطن .

أمس ذبحنا كبشا و العام الذي قبله و قبل قبله .. ذبحنا اكباش ، ولا نعرف لماذا أرقنا دمه ، وفي كل عام ينظر إلينا الكبش بذهول و هو يتساءل لماذا نذبحه إذا كنا ،نحن بني البشر ‘ نذبح ‘ بعضنا البعض كل ساعة وكل دقيقية وكل يوم . في كل عيد ، نتسابق لشراء أكباش سمينة تزهو بقرونها ونذبحها ونسلخها بحماس ولا نعرف لماذا فعلنا ذلك ، هل بحثا عن اللحم او بحثا عن أهداف روحية و إنسانية ؟

ينسى الموطن المغربي بأنه هو بحد ذاته كبش ، ويُذبح طيلة الشهور الماضية وبسكاكين غير مشحوذة من فساد سياسي إستبدادي و أزامات اقتصادية و بيئية، يُذبح المواطن المغربي، حينما يجد نفسه أمام دولة صبيانية عاجزة عن حل مشاكل اجتماعية من إصلاح صناديق التقاعد و توفير الصحة و التعليم.

ايضا ننسى و ننسى عندما نبدو كمؤمنين ورعين ، نتسابق من أجل حصول على الصفوف الأمامية في المساجد ، ثم نجري مباشرة نحو سكاكين ، وننسى أن الكبش الذي نتسابق من اجل نحره وهو أفضل من كثيرين منا لأنه وضع رقبته فداء لنا ، بينما نحن لا نتردد في ذبحه ثم سلخه قبل ان تزهق روحه، فكر في هذا، ماذا لو قال لك الكبش ” توقف ؟ ” 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

تعليق واحد على

اترك رداً على taki إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *